أن عظمة المسلم لا تظهر إلى في وقت الشدة


هناك شيء عجيب لاحظته من خلال دراسة_أحسب أنها مستفيضة_لتاريخ دول اﻹسلام، شيء قد يظنه الكثير من المؤرخين ضربا من ضروب الجنون!

فعلى عكس ما يعتقد الناس،
لاحظت أنه في نهاية كل دول اﻹسلامية،
 
يبرز إلى الساحة قائد عظيم يكون من أواخر زعماء تلك الدول المنهارة!

هذا القائد يبلغ من العظمة ما يؤهله لكي يحتل المركز الثاني أو الثالث في سلم العظمة لتلك الدولة!

فلقد ظهر [عبدالرحمن الداخل] في نهاية الخلافة الأموية،

وظهر في نهاية الخلافة العباسية خليفة عباسي لا يعرفه الكثيرون اسمه
[المستنصر بالله العباسي]،
هذا الخليفة شبهه المؤرخون بالصحابة من شدة عدله وعلمه،

وكان السلطان البطل [نجم الدين أيوب]
آخر سلطان للأيوبيين وثانيهم في العظمة بعد [صلاح الدين الأيوبي]،

وظهر قبل سقوط الأندلس
[أبو يوسف يعقوب المنصور الماريني]
والذي حقق انتصارات عظيمة للمسلمين هناك بعد أن غابت عنهم لعشرات السنين،

وكان آخر سلاطين المماليك
[قلنصوة الغوري] هو الذي أنقذ
مكة و المدينة من الاحتلال الصليبي الشيعي المشترك
(تابع المهمة بعده السلطان العثماني سليم الأول)،
بل إن الغوري أبحر بسفنه إلى الهند لمحاربة فلول الصليبيين البرتغاليين!

أما في دولة الخلافة العثمانية!
فقد ظهر في نهايتها بطل إسلامي عظيم
يقارب في عظمته عظمة أجداده العثمانيين من أمثال [الفاتح] و [القانوني]
هذا البطل اﻹسلامي العظيم
اسمه الخليفة[عبدالحميد بن عبدالمجيد]
وهو نفسه الذي تخلده كتب التاريخ اﻹسلامي بحروف من ذهب تحت اسم
[السلطان عبدالحميد الثاني].

فلماذا يظهر العظماء في نهاية كل دولة؟

ولماذا لم تحل عظمة أولئك العظماء دون سقوط دولهم التي سقطت بعدهم مباشرة

الحقيقة أنني لم أجد تفسيرا علميا لهذه الظاهرة العجيبة
والتي تظهر في تاريخ دول المسلمين فقط!
إلا أنني أفترض عدة افتراضات منهجية قد يكون إحداها أو جميعها يمثل حلا لهذا اللغز العجيب :

[1] إما أن تكون فترة حكم ذلك القائد قصيرة بشكل لا يكفي ﻹحداث تلك اﻹصلاحات

[2] وإما يكون ذلك القائد العظيم قد ظهر في زمان لا تنفع اﻹصلاحات أصلا بسبب تركة الهزائم والديون والفوضى التي أورثها إياه سبقوه من قادة ضعاف.

[3] إما أن يكون ضحية للمؤامرة !




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معركة وادي لكة

رؤيا عثمان بن أرطغرل