امير البحار #خير_الدين_برباروسا
⚓️القائد البحري خضر الذي أطلق عليه الأندلسيون –خير الدين -، وقيل أن السلطان سليم الأول هو من سماه خير الدين، ولقبه الأوروبيين بـ بربروسا “ذو اللحية الحمراء”، تعددت أسمائه لكن فعله واحداً لم يتغير، أكمل المسير، وتسلم الراية بعد أخيه عام 1518، وشعر بأنه بحاجة إلى دعم أكثر من قبل الدولة العثمانية، فأرسل أهل الجزائر وفداً لإسطنبول برئاسة أحد العلماء وهو “حاجي حسين” في أكتوبر 1519م يطالبون بجعل خير الدين والياً على الجزائر وجعل الجزائر إيالة عثمانية.
⚓️وافق السطان سليم على ذلك بعث إلى خير الدين بالخلعة السلطانية ، والراية مع 2000 جندي من الانكشارية ، وأذن بأن يجمع ما يشاء من المتطوعين من سكان الأناضول لإيفادهم
إلى الجزائر وتحقق ذلك. وبهذا كانت الجزائر أول إيالة تابعة للخلافة العثمانية في شمال إفريقيا، وقرأت الخطبة باسم السلطان العثماني سليم الأول .وازدهرت بلاد الجزائر في عهده خاصة من المهاجرين الأندلسيون الذين تم نقلهم إلى شمال إفريقا، فنقلوا لها فنونهم ومهاراتهم وصناعاتهم
⚓️تصدى خير الدين للحملة العسكرية على الجزائر التي قادها ملك صقلية في سنة 1519م، وتمكن من الإستيلاء على مدينة القل وبونة -عنابة- وقسنطينة، لكنه اضطر إلى مغادرة الجزائرسنة 1542م بعد الثورة التي قادها “ابن القاضي” بتحريض من سلطان تونس “الحفصي” الموالي للإسبان، فلجأ إلى مدينة جيجل، وتمكن من إستعادة الجزائر مرة أخرى بعد ثلاث سنوات، عينه السلطان “سليمان القانوني” عام 1534م قبطان داريا، وبيلرباي على الجزائر، فقام بإصلاح دار بناء السفن في إسطنبول وأعد أسطولاً كبيراً، وأغار بثمانين قطعة منه على روجيو وسبيرلونكا وفودي وغيرها من المدن الممتدة على شواطئ الساحل الإيطالي الجنوبي، ثم استولى على تونس بعد فرار سلطانها مولاي الحسن، إلا أن الإمبراطور الإسباني شرلكمان تمكن من إحتلالها وإعادة السلطان مولاي حسن إلى العرش.
⚓️في عام 1538م استولى أمير البحار على 20 جزيرة من الجزر الواقعة على بحر إيجة بأمر من السلطان سليمان القانوني وإلحاقها بالدولة العثمانية، أثارت الغارات التي يشنها أمير البحار الرعب في نفوس المماليك الأوروبيين، فعقد “شارلكان” هدنة مع فرنسا، وتنادت الممالك لعقد تحالف صليبي كبير اشتركت فيه كل من إسبانيا والبابا والبندقية والبرتغال، وأعدوا حملة مكونة من 600 سفينة حربية وسفينة دعم، وتسلمت قيادتها أندوريا دوريا، فاستعد الأمير خير الدين لمواجهة التحالف، وأعد أسطول مكون من 122 سفينة، ثم اشتبك مع قوات التحالف في معركة كبيرة في خليج بروزة، انتهت بهزيمة ثقيلة للتحالف الصليبي، واستيلاء خير الدين على 36 سفينـة، و 2175 أسير، فكان من أهم نتائج هذه المعركة سيطرة العثمانيين على البحر المتوسط .
⚓️وفي عام 1541م، قاد الإمبراطور شرلكان بنفسه حملة كبرى على الجزائر لكنها منيت بالهزيمة كعادتها أمام أمير البحار، فقد فيها الإسبان معظم قطع أسطولهم، وعندما شن شارلكان هجمات على فرنسا طلب الملك الفرنسي “فرانسوا الأول” من الدولة العثمانية التدخل إلى جانبها في حربها ضد أسبانيا، فأرسل السلطان العثماني القائد خير الدين عام 1543م لمواجهة الهجوم الإسباني مقابل تنازل الفرنسيين للعثمانيين عن مارسيليا ﻟﻤﺪﺓ 5 ﺃﻋﻮﺍﻡ، وقاد أسطولاً مكوناً من 110 سفينة، استولى به على مدينة نيس في أغسطس من السنة نفسها، ومني شارلكان بالهزيمة مرة أخرى، وبعد أن عقد شارلكمان مع فرنسا معاهدة تصالح عاد خير الدين إلى بلاده.
🛥وفاة.أمير.البحار.tt
بقي ﺧﻴﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﺠﺎﻫﺪًﺍ ﺣﺘﻰ ﺁﺧﺮ ﻟﺤﻈﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ، حتى وافته المنية في قصره المطل على مضيق البوسفور عام 956 هـ، 1546 م عن عمر يناهز 65 عاما، وخلفه ابنه “حسن آغا” في حكم الجزائر، وما زال قبره ماثلاً للعيان في إسطنبول.
ترك الأمير خير الدين بعد وفاته الكثير من الأموال والسفن والعبيد، وصى ببعضها للدولة وبعضها لإبنه حسن آغا بربوس، وترك من أمواله لعبيده ورجاله ما يؤمن حياتهم، بقي معاهداً على الخير والعطاء حياً وميتاً، رحل أمير البحار الذي خلف أخيه القائد عروج، قضى نحبه بعد أن صدق بإذن الله في جهاده في سبيل الله، تاركاً لنا مثلاً يحتذى به على مر الزمان، وها نحن ننتظر أمير للبحار ليظهر في زماننا ليتسلم راية الجهاد ويكون خلفا لمن صدقوا وسبقوا ورحلوا، ليصدق الله فيما عاهده عليه كأميرنا أمير البحار خير الدين بربروسا “ذو اللحية الحمراء” رحمه الله تعالى وألحقنا به على خير.
تعليقات
إرسال تعليق